من طرف الشهيد القسامي المجاهد محمد التتر ابو بكر
كانت غزة يوم الخميس الموافق 12/8/1982م على موعد مع ميلاد طفل جديد لا يعرف الخضوع أو الخذلان، إنما يعرف العزة والإقدام، إنه شهيدنا القسامي المجاهد المغدور محمد محمد التتر أبو بكر والذي نشأ وترعرع في حي الشجاعية بأحضان عائلة متدينة وبين ستة من الأخوة وثلاثة من الأخوات، ليكتمل نشؤه في حي تل الإسلام ويتربى على حب وطنه ودينه وكذلك على معاني الرجولة والشجاعة.
علمٌ وعمل
درس شهيدنا محمد في مدرسة أنس بن مالك الابتدائية وتابع دراسته الإعدادية فيها لينهي الثانوية العامة من مدرسة فلسطين التي نشط فيها وفي عملها الدعوي مما أهله لأن يرشحه إخوانه ليتولى مسئولية الكتلة الإسلامية فيها، ليرتقي بالكتلة الإسلامية وترتقي به، فتزداد أنشطتها ويزداد محمد صلابة ورجولة، وكونه كان من المحبوبين جداً بين الطلاب والمدرسين كثر عدد المنتمين للكتلة الإسلامية، وبعد أن تخرج من الثانوية العامة التحق شهيدنا بكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية لدراسة السكرتارية في قسم إدارة المكاتب، ليتابع نشاطه في الكتلة الإسلامية ويشغل مهام متعددة منها أميراً للكتلة الإسلامية في مدرسة الزيتون وقيادته للمخيمات الصيفية.
تشهد له المساجد
وتربى شهيدنا على موائد القرآن الكريم وترعرع منذ نعومة أظفاره في مسجد مصلى الأقصى يتلقى العديد من الجلسات الدينية والتربوية والتنظيمية ليخرج مسرعاً يطبق ما يسمعه، فكان من أكثر أشباله نشاطاً ودعوة يعد المجلات الحائطية الدورية ويعلقها، ويوزع المجلات والنشرات الدعوية ويشارك في المباريات الرياضية المنافسة لمسجده وقد عمل مساعداً في تحفيظ القرآن الكريم ليصبح بعد ذلك مسئولاً عن مجموعات لتحفيظ الأشبال وتعليمهم أمور دينهم وواجباتهم اتجاهها، إلى جانب مشاركته في الحفلات واللقاءات التي تنظمها الحركة الإسلامية في المنطقة بصوته الجميل في الأناشيد الجهادية والروحانية.
وقد تميز شهيدنا محمد بالهدوء الذي يخفي خلفه نيران الغضب على الاحتلال، وحرقة على الدعوة، كذلك الإخلاص في العمل ليكون كل فعل يقوم به لوجه الله تعالى، والذي دفع الشباب للالتفاف حوله فكان محبوباً لأبناء جيله وأصحابه، فمن عرف محمد لا يمكن له إلا أن يحبه فكان يملك الجميع بأخلاقه والتزامه وأدبه الجم، تجده تكاد لا تفارقه الابتسامة على الإطلاق فهو بشوش الوجه، حيي السمت، يحب الجميع، يساعد كل فرد بحاجة للمساعدة وباستطاعته ذلك، إلى جانب تواضعه.
مشاركة فاعلة
التحق شهيدنا المجاهد محمد التتر في صفوف حركة حماس عام 1998م وكان عمره آنذاك ستة عشر عاماً، حيث نشط في مصلى الأقصى والعديد من المساجد بحي تل الإسلام ونفذ العديد من أنشطة الحركة، وعمل في الجهاز الإعلامي للحركة وشارك في كافة الأنشطة الجماهيرية والشعبية من عروض كشفية وبعد ذلك مدرباً لها في المنطقة وأشرف على العديد من الندوات واللقاءات والمحاضرات التي أقيمت وعلى تنفيذ الرحلات التي تنظمها الحركة لأبناء المساجد للترفيه عن أنفسهم، إلى جانب مشاركته في الإعداد للمهرجانات والمسيرات التي تنظمها الحركة.
مرابط على الثغور
أما عمله العسكري فقد التحق شهيدنا البطل محمد بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عام 2000م وكان عمره آن ذاك ثمانية عشر عاماً وقد شارك مع إخوانه المجاهدين في صد الاجتياحات المتكررة التي كان يتعرض لها قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني منها أيام الغضب في جباليا واجتياح الزيتون ومنطقة تل الإسلام ويحدثنا أحد المقربين قائلاً: كان صاحب عزيمة وقوة فكنا دائما نجده في الصفوف المتقدمة لصد الاجتياحات، كما شارك في إطلاق صواريخ البتار القوسي مع رفيق دربه عبد المعطي أبو دف رحمه الله، وفي أغلب الأيام كان يرابط على الثغور تأهباً للتوغلات الصهيونية على القطاع، ولنشاطه الكبير وسرعته البديهية تم ترشيحه لدخول الوحدة الخاصة ليصبح بعد ذلك أحد المدربين لكتائب الشهيد عز الدين القسام في منطقة تل الإسلام.
بيعة الإخوان
وقبل أن يبايع محمد جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين التحق بالأسر الدعوية التمهيدية في المنطقة لتأهله للانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وقد اجتاز الشهيد العديد من الدورات التربوية والدعوية قبل انضمامه للجماعة وعندما وجد أساتذته في الإخوان أن محمد نضج تربوياً وفكرياً وأصبح على درجة عالية من الالتزام رفعوا طلباً إلى قيادة الدعوة لتنظيمه في صفوف الإخوان المسلمين ليبايع الجماعة على كتاب الله وسنة رسوله وأن يكون جندياً مخلصاً عاملاً في جماعة الإخوان المسلمين وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره وفي أثرة على نفسه وأن لا ينازع الأمر أهله وعلى أن يبذل جهده وماله ودمه في سبيل الله، والذي كان يوم استشهاد المهندس إسماعيل أبو شنب.
رصاصات غدر
ويروي لنا أخوه أحمد الطالب في الثانوية العامة قصة استشهاده قائلاً: صليت ومحمد صلاة العشاء في مسجد الأمين وبعد انتهاء الصلاة خرجت وإياه وسلمنا على الشباب ثم وقفت لأحدثه وحده ليسلم بعد ذلك علىّ ويذهب مع صديقه أبا مصعب ويواصل حديثه بعبرات ممزوجة بالحزن على فراقه: عدت إلى المسجد لأسمع بعدها صوت إطلاق النار حينها دعوت الله أن يستر أخي محمد وخرجت لأعرف السبب وكان الخبر إصابته نتيجة إطلاق مجهولين النار على السيارة التي استقلها وصاحبه فذهب أحمد حينها إلى المستشفى ورأى محمد في لحظاته الأخيرة التي ارتقى بعدها إلى جوار ربه في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الثلاثاء الموافق 16/5/2006م.
بلغ نبأ محمد الأهالي والأصدقاء ليتوافدوا جميعاً إلى المستشفى ثم يخرجوا بمسيرة حاشدة ينددون ويتوعدون بالرد القسامي المزلزل، لتصدح مكبرات الصوت في مساجد غزة تزف خبر استشهاد ابن القسام إلى حور الجنان، وأن مسيرة التشييع ومواراته الثرى ستكون بعد صلاة الظهر بالمسجد العمري الكبير، وفي اليوم التالي أحضرت جثمان الشهيد من مستشفى الشفاء إلى منزله بحي تل الإسلام ليلقي عليه أهله ومحبيه نظرة الوداع ثم نقل إلى المسجد العمري ليصلى عليه صلاة الجنازة، وتحدث النائب الدكتور مروان أبو راس عن فضل الشهادة مبيناً الحزن الشديد الذي أصابه عندما سمع بالنبأ قائلاً: حزني على ولدي كان أقل من حزني عليه لأنه قتل غدراً برصاص بني جلدتنا وقد أم المصلين والده ودعا له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله ربه عز وجل عنده إنشاء الله، وانطلقت مسيرة التشييع الحاشدة يتقدمها جيش من المجاهدين القساميين إلى مقبرة الشهداء شرقي مدينة غزة مطالبين وزارة الداخلية بالقبض على القتلة والقصاص منهم، وبعد أن وري جثمان الشهيد الثرى ألقى النائب في المجلس التشريعي مشير المصري كلمة أشاد فيها بمناقب الشهيد الذي عرفه عن قرب ونشاطه وعمله الدءوب في سبيل الله والوطن وإعلاء كلمة الله تعالى.
كانت غزة يوم الخميس الموافق 12/8/1982م على موعد مع ميلاد طفل جديد لا يعرف الخضوع أو الخذلان، إنما يعرف العزة والإقدام، إنه شهيدنا القسامي المجاهد المغدور محمد محمد التتر أبو بكر والذي نشأ وترعرع في حي الشجاعية بأحضان عائلة متدينة وبين ستة من الأخوة وثلاثة من الأخوات، ليكتمل نشؤه في حي تل الإسلام ويتربى على حب وطنه ودينه وكذلك على معاني الرجولة والشجاعة.
علمٌ وعمل
درس شهيدنا محمد في مدرسة أنس بن مالك الابتدائية وتابع دراسته الإعدادية فيها لينهي الثانوية العامة من مدرسة فلسطين التي نشط فيها وفي عملها الدعوي مما أهله لأن يرشحه إخوانه ليتولى مسئولية الكتلة الإسلامية فيها، ليرتقي بالكتلة الإسلامية وترتقي به، فتزداد أنشطتها ويزداد محمد صلابة ورجولة، وكونه كان من المحبوبين جداً بين الطلاب والمدرسين كثر عدد المنتمين للكتلة الإسلامية، وبعد أن تخرج من الثانوية العامة التحق شهيدنا بكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية لدراسة السكرتارية في قسم إدارة المكاتب، ليتابع نشاطه في الكتلة الإسلامية ويشغل مهام متعددة منها أميراً للكتلة الإسلامية في مدرسة الزيتون وقيادته للمخيمات الصيفية.
تشهد له المساجد
وتربى شهيدنا على موائد القرآن الكريم وترعرع منذ نعومة أظفاره في مسجد مصلى الأقصى يتلقى العديد من الجلسات الدينية والتربوية والتنظيمية ليخرج مسرعاً يطبق ما يسمعه، فكان من أكثر أشباله نشاطاً ودعوة يعد المجلات الحائطية الدورية ويعلقها، ويوزع المجلات والنشرات الدعوية ويشارك في المباريات الرياضية المنافسة لمسجده وقد عمل مساعداً في تحفيظ القرآن الكريم ليصبح بعد ذلك مسئولاً عن مجموعات لتحفيظ الأشبال وتعليمهم أمور دينهم وواجباتهم اتجاهها، إلى جانب مشاركته في الحفلات واللقاءات التي تنظمها الحركة الإسلامية في المنطقة بصوته الجميل في الأناشيد الجهادية والروحانية.
وقد تميز شهيدنا محمد بالهدوء الذي يخفي خلفه نيران الغضب على الاحتلال، وحرقة على الدعوة، كذلك الإخلاص في العمل ليكون كل فعل يقوم به لوجه الله تعالى، والذي دفع الشباب للالتفاف حوله فكان محبوباً لأبناء جيله وأصحابه، فمن عرف محمد لا يمكن له إلا أن يحبه فكان يملك الجميع بأخلاقه والتزامه وأدبه الجم، تجده تكاد لا تفارقه الابتسامة على الإطلاق فهو بشوش الوجه، حيي السمت، يحب الجميع، يساعد كل فرد بحاجة للمساعدة وباستطاعته ذلك، إلى جانب تواضعه.
مشاركة فاعلة
التحق شهيدنا المجاهد محمد التتر في صفوف حركة حماس عام 1998م وكان عمره آنذاك ستة عشر عاماً، حيث نشط في مصلى الأقصى والعديد من المساجد بحي تل الإسلام ونفذ العديد من أنشطة الحركة، وعمل في الجهاز الإعلامي للحركة وشارك في كافة الأنشطة الجماهيرية والشعبية من عروض كشفية وبعد ذلك مدرباً لها في المنطقة وأشرف على العديد من الندوات واللقاءات والمحاضرات التي أقيمت وعلى تنفيذ الرحلات التي تنظمها الحركة لأبناء المساجد للترفيه عن أنفسهم، إلى جانب مشاركته في الإعداد للمهرجانات والمسيرات التي تنظمها الحركة.
مرابط على الثغور
أما عمله العسكري فقد التحق شهيدنا البطل محمد بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عام 2000م وكان عمره آن ذاك ثمانية عشر عاماً وقد شارك مع إخوانه المجاهدين في صد الاجتياحات المتكررة التي كان يتعرض لها قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني منها أيام الغضب في جباليا واجتياح الزيتون ومنطقة تل الإسلام ويحدثنا أحد المقربين قائلاً: كان صاحب عزيمة وقوة فكنا دائما نجده في الصفوف المتقدمة لصد الاجتياحات، كما شارك في إطلاق صواريخ البتار القوسي مع رفيق دربه عبد المعطي أبو دف رحمه الله، وفي أغلب الأيام كان يرابط على الثغور تأهباً للتوغلات الصهيونية على القطاع، ولنشاطه الكبير وسرعته البديهية تم ترشيحه لدخول الوحدة الخاصة ليصبح بعد ذلك أحد المدربين لكتائب الشهيد عز الدين القسام في منطقة تل الإسلام.
بيعة الإخوان
وقبل أن يبايع محمد جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين التحق بالأسر الدعوية التمهيدية في المنطقة لتأهله للانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وقد اجتاز الشهيد العديد من الدورات التربوية والدعوية قبل انضمامه للجماعة وعندما وجد أساتذته في الإخوان أن محمد نضج تربوياً وفكرياً وأصبح على درجة عالية من الالتزام رفعوا طلباً إلى قيادة الدعوة لتنظيمه في صفوف الإخوان المسلمين ليبايع الجماعة على كتاب الله وسنة رسوله وأن يكون جندياً مخلصاً عاملاً في جماعة الإخوان المسلمين وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره وفي أثرة على نفسه وأن لا ينازع الأمر أهله وعلى أن يبذل جهده وماله ودمه في سبيل الله، والذي كان يوم استشهاد المهندس إسماعيل أبو شنب.
رصاصات غدر
ويروي لنا أخوه أحمد الطالب في الثانوية العامة قصة استشهاده قائلاً: صليت ومحمد صلاة العشاء في مسجد الأمين وبعد انتهاء الصلاة خرجت وإياه وسلمنا على الشباب ثم وقفت لأحدثه وحده ليسلم بعد ذلك علىّ ويذهب مع صديقه أبا مصعب ويواصل حديثه بعبرات ممزوجة بالحزن على فراقه: عدت إلى المسجد لأسمع بعدها صوت إطلاق النار حينها دعوت الله أن يستر أخي محمد وخرجت لأعرف السبب وكان الخبر إصابته نتيجة إطلاق مجهولين النار على السيارة التي استقلها وصاحبه فذهب أحمد حينها إلى المستشفى ورأى محمد في لحظاته الأخيرة التي ارتقى بعدها إلى جوار ربه في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الثلاثاء الموافق 16/5/2006م.
بلغ نبأ محمد الأهالي والأصدقاء ليتوافدوا جميعاً إلى المستشفى ثم يخرجوا بمسيرة حاشدة ينددون ويتوعدون بالرد القسامي المزلزل، لتصدح مكبرات الصوت في مساجد غزة تزف خبر استشهاد ابن القسام إلى حور الجنان، وأن مسيرة التشييع ومواراته الثرى ستكون بعد صلاة الظهر بالمسجد العمري الكبير، وفي اليوم التالي أحضرت جثمان الشهيد من مستشفى الشفاء إلى منزله بحي تل الإسلام ليلقي عليه أهله ومحبيه نظرة الوداع ثم نقل إلى المسجد العمري ليصلى عليه صلاة الجنازة، وتحدث النائب الدكتور مروان أبو راس عن فضل الشهادة مبيناً الحزن الشديد الذي أصابه عندما سمع بالنبأ قائلاً: حزني على ولدي كان أقل من حزني عليه لأنه قتل غدراً برصاص بني جلدتنا وقد أم المصلين والده ودعا له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله ربه عز وجل عنده إنشاء الله، وانطلقت مسيرة التشييع الحاشدة يتقدمها جيش من المجاهدين القساميين إلى مقبرة الشهداء شرقي مدينة غزة مطالبين وزارة الداخلية بالقبض على القتلة والقصاص منهم، وبعد أن وري جثمان الشهيد الثرى ألقى النائب في المجلس التشريعي مشير المصري كلمة أشاد فيها بمناقب الشهيد الذي عرفه عن قرب ونشاطه وعمله الدءوب في سبيل الله والوطن وإعلاء كلمة الله تعالى.
