مدرسة رمضان ستفتح أبوابها
فكيف تستعد لها ؟؟
فكيف تستعد لها ؟؟
هنأكم الرحمن أحبتي في الله بالخير والرضوان،وبارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان ،ونحن في بسطة من الصحة والإيمان ...
مدرسة يترقبها الكثير أن تفتح أبوابها بعد أيام قلائل،بعد أن فارقنا أيامها الإيمانية أحد عشر شهرا،تتلهف القلوب المؤمنة دخولها ،فكلها شوق أن ترتشف من معينها العذب،وتتعلم من مناهجها الدروس والحكم ،وتغترف من بركتها فيض من الفوائد والخيرات،هذا كله مرهون بتلك النفوس التي وفقت في فهم كل دروس هذه المدرسة من الصيام والقيام والصدقة والقرآن وسائر أعمال البر والخير،لذلك كان لزام على كل واحد منا،أن يكون على قدر من الاستعداد والتهيؤ لدخول هذه المدرسة،مفارقة أن نحرص غاية الحرص عندما تفتح المدارس وغيرها أبوابها ،في الإعداد لها ،وربما يكون ذلك قبل أشهر،والكل في حالة استنفار وطوارئ؛ولكن أين ذلك كله مع قدوم مدرسة رمضان ،مدرسة الصيام القيام والقرآن،ربما يرفع بعضهم عقيرته منكرا ذلك،أوافقه ولكن عذرا،لم يفقه كثير منا معنى الاستعداد الحقيقي،فمبلغ الكثير من ذلك،إنفاق راتبه بسخاء في شراء ما لذ وطاب،والقيام بحملة يجوب فيها الأسواق والمحلات،فيأتي بما يكسر ظهره من النفقة،ويزيد على حاجة أهل بيته،وساعتها يصرخ المحروم،لقد أفقرني رمضان،وبئس القائل والمقول،هذا حال طائفة من الناس،وهنا أطرق الباب عليهم ،وأستأذنهم في هذه الكلمة فتح الأبواب،التي أرجو أن تجعلهم من الفائزين في دخول مدرسة رمضان والخروج منها،هاكم بعض وسائل الاستعداد:
· شهر رمضان ميقات عظيم للعبودية ،ومطلق الطاعات،لذلك أوصيك أخي أن تجالس نفسك جلسة صراحة تحاسب فيها نفسك عن كل التقصير والتفريط الذي بدر منك ،وأن تعلنها توبة نصوحا عن كل ما سولت لك نفسك من العصيان والذنوب،فتبيض صحيفتك ،وتجدد العهد مع الله،وتقبل على شهر رمضان طاهر القلب، زاكي النفس،فتزيد رصيدك بلا حدود من الحسنات والباقيات الصالحات،وهي مضاعفة لا ريب في ميزان حسناتك..
· لا نجاح في الحياة من دون تخطيط وأهداف،وللأسف أقول غاب في دنيا كثير من الناس التخطيط ورسم الأهداف،لذلك ساد حياتهم الفوضى والفراغ والفشل والضياغ، فتفريط غير مقبول أن تسير هكذا عجلة الحياة،لذا يجب أن نضع حدا لهذه العبثية في الحياة،انطلاقا من الاستعداد لشهر رمضان،والذي يتوجب منا وضع خطة أو برنامج نسعى جاهدين في تطبيقه،وتحقيق أهدافهما،فلا عدمنا أهداف الخير في مثل هكذا ميدان فسيح،مثلا هدف/ختم القرآن الكريم ثلاث مرات،وقس على ذلك ،وفي الأخيركل أمير نفسه في الكيفية والتطبيق..
· مدرسة رمضان تفترض فيك أن تكون لك إلمام عام بأحكام هذا الشهر من الصيام والقيام وغيرها؛ولكن أقول- للأسف- يدخل كثير من فئام الناس هذه المدرسة،وهو جاهل لأبسط الأحكام المنوطة بهذا الشهر،وهل يعذر هذا المسكين في ظل عصر تشع فيه أنوار المعرفة والعلم في كل مكان أن يتخبط في ظلمات الجهل،الجواب كلا ،بل يجب في حقه الاستبصار بذاته أوبالسؤال،وهذا من الآن قدر الإمكان،فوسائل ذلك متعددة،فلا ننتظر أن يقع الفأس على الرأس،فنبحث ساعتها عن الجواب والرخص،بل التفقه في أمر الدين،يزيد من إتقانك وخشوعك في أداء الواجب عليك من التكليف،فلا نبخس أنفسنا ونظلمها،والجهل آفة في امور الدين والدنيا معا.
أخي الغالي هذه همسات عاجلة من قلب يحب لك الخيروالصلاح،فأرعها قلبك،وخذ منها ما ينفعك،وأعدك بسلسلة من الوقفات والنصائح على مدار الشهرالكريم،فكن متابعا لنا،حفظك الرحمن،و وفقك في الاستعداد الناجح لدخول مدرسة رمضان ،وكلل أيامك فيها بالفوز والفلاح ...